خبرائنا
مع الخبراء
نرتقي بمعايير المعرفة و نصنع الفرق
بخبرة تمتزج بالشغف و الإبتكار

د.حمادي كيروم
يُعدّ الدكتور حمادي كيروم من الأسماء البارزة في الحقل السينمائي المغربي والعربي، حيث راكم تجربة استثنائية تجمع بين العمق الأكاديمي والانخراط العملي في قضايا الصورة والمعنى. حاصل على دكتوراه في الأدب والسينما، ودبلوم الدراسات العليا في تحليل الخطاب الروائي، ما جعله يطوّر رؤية فلسفية وفنية متفرّدة للسينما، تنطلق من الأدب وتنفتح على الجماليات البصرية والسرديات المعاصرة يشغل منذ سنوات منصب أستاذ أستطيقا السينما بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، كما درّس في عدد من الجامعات العربية والدولية كأستاذ زائر، حيث نقل تصوره الجمالي العميق إلى أجيال من الطلبة والممارسين، مركزًا على اللغة السينمائية كأداة فكرية وتعبيرية، وعلى الصورة بوصفها حقلًا معرفيًا وإبداعيًا متعدّد الأبعاد يمتلك الدكتور كيروم خبرة ميدانية راسخة في تأطير الورشات التكوينية المتخصصة، لاسيما في مجالات تحليل الصورة، وكتابة السيناريو، وتأمل البناء السردي البصري، مع حرص دائم على الربط بين النظرية والممارسة، وعلى تمكين المشاركين من أدوات اشتغال تتيح تحويل التجربة الذاتية إلى رؤية سينمائية ذات هوية امتد حضوره إلى المجال المؤسساتي والثقافي، حيث شغل منصب مستشار وزير الاتصال المكلف بإنعاش الإنتاج السينمائي، وهو موقع مكّنه من الإسهام الفعلي في صياغة السياسات العمومية المرتبطة بالقطاع، والدفع في اتجاه بلورة رؤية استراتيجية قوامها دعم الإبداع الوطني المستقل بوصفه فاعلًا ثقافيًا، أسّس وأدار عددًا من المهرجانات الرائدة التي تحتفي بالسينما كأداة للحوار والتفكير، من أبرزها المهرجان الدولي لسينما المؤلف – الرباط - الملتقى الدولي للسينما والرواية - مهرجان السينما وحقوق الإنسان - مهرجان السينما والتربية - المهرجان الدولي للسينما المستقلة – الدار البيضاء - شارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات السينمائية الدولية والوطنية، وضمن لجان قراءة واختيار المشاريع في مؤسسات مرموقة من بينها مؤسسة الدوحة للأفلام :له عدد من المؤلفات التي تُعدّ مراجع أساسية في مجاله، نذكر منها الاقتباس: من المحكي الروائي إلى المحكي السينمائي - التربية على الصورة - تاركوفسكي وبدعة السينما (قيد النشر) - في مجمل مسيرته، يظل الدكتور حمادي كيروم مؤمنًا بأن السينما ليست مجرد فن، بل لغة للتفكير وأداة لبناء الوعي الجمالي، ومنصة للتربية والتعبير عن الذات، وهو ما يتجلى في مجمل أعماله، وممارساته الأكاديمية، ومساهماته النقدية والفكرية

هشام العسري
برز هشام العسري كأحد أكثر المخرجين المغاربة تفردًا من حيث الرؤية والأسلوب، حيث رسّخ موقعه في المشهد السينمائي المغربي والعربي من خلال مقاربات جمالية جريئة، واشتغال عميق على التوترات القائمة بين الفن والواقع والسلطة. تنبني تجربته الإبداعية على قناعة بأن السينما ليست مجرّد وسيلة سرد، بل مساحة لتفكيك الذاكرة، ومساءلة البنى السوسيو-ثقافية القائمة بعد مسار أكاديمي ابتدأ في مجال القانون والاقتصاد، توجه العسري نحو السينما، مؤمنًا بقدرتها على إعادة تركيب الواقع، وخلق لغة بصرية قادرة على زعزعة التصورات الجاهزة. منذ بداياته، اختار لنفسه طريقًا مغايرًا، يقوم على كسر البنية التقليدية للسرد، وتوظيف الرمزية والعبث والأسلوب التعبيري في مقاربة قضايا المجتمع المغربي قدّم أولى تجاربه الروائية الطويلة سنة 2011 من خلال فيلم “النهاية”، الذي عبّر فيه عن رؤيته لثنائية السلطة والحرية، بلغة بصرية مكثفة، بالأبيض والأسود، جعلت من الصورة أداة للصدمة والتأمل. تميز فيلمه التالي “هم الكلاب” (2013) بمزجه بين الوثائقي والروائي، إذ استعاد من خلاله وقائع انتفاضة 1981، من خلال حكاية فرد مهمّش يعيد طرح سؤال العلاقة بين الفرد والتاريخ الرسمي :توالت بعد ذلك أعماله التي واصلت اقتحام المسكوت عنه، منها “البحر من ورائكم” (2014): تأمل سينمائي في هشاشة الذات وقسوة الواقع - “جوع كلبك” (2015): استعارة فنية جريئة تستدعي شخصية إدريس البصري، لتفكيك آليات التحكم السلطوي - “مروكية حارّة” (2024): أحدث أعماله، وقد لقي رواجًا واسعًا على منصة نتفليكس، مؤكدًا حضوره الفني في الساحة العربية والدولية، دون أن يُفرّط في حسّه النقدي وقيمة الطرح إلى جانب اشتغاله الإخراجي، كتب العسري رواية “مفعول الشيطان”، الصادرة بالفرنسية، والتي تُرجمت إلى العربية، وتُعتبر امتدادًا لمشروعه الفكري في تفكيك القيم المجتمعية، بجرأة سردية ولسان تهكّمي واعٍ. كما يلتزم العسري بنقل تجربته إلى الجيل الجديد من المبدعين، من خلال إشرافه على ورشات تكوينية متخصصة في مجالات الكتابة السينمائية، الإخراج، وتحليل الصورة، حيث يؤمن بأن الفن الحقيقي لا يكتمل دون وعي نظري وتجريب مستمر. تُجسّد تجربة هشام العسري مسارًا سينمائيًا يقاوم القوالب الجاهزة، ويعيد الاعتبار للفن كأداة للتفكير النقدي، وكنافذة على الأسئلة الشائكة المتعلقة بالهوية، والتاريخ، والحرية